تطرقنا في الجزء الأول من سلسلة "كيف تكتب تدوينات جيدة و حصرية" لأهم خطوات الاستعداد و التحضير الذهني قبل الشروع في الكتابة، و في هذه التدوينة سندخل في صلب الموضوع و سأقدم لك طريقة مجربة و سلسة -خطوة خطوة- تمكنك من كتابة تدوينات حصرية بدون صعوبات و بدون عوائق.
مثال :
~~ كيف تكتب تدوينات جيدة و حصرية ~~
الجزء الثاني : الأسلوب السلس للكتابة (تقنيات التدوين العملي) :
أحب أن أشير على أن هذه السلسلة من الخطوات التي أقدمها لك هي نابعة من خلال تجربتي في الكتابة و التدوين، زيادة على البحث و الاجتهاد لكي أضع بين يديك خطوات غير معقدة لكتابة محتوى حصري. و أنك لن تجد مثل هذا الدرس في موقع أو مدونة أخرى سواء عربية أم أجنبية.
.jpg) |
| خطوات كتابة تدوينة حصرية |
أ. ماذا أقصد بالتدوين العملي :
في نظري ينقسم التدوين الى 3 أنواع، التدوين الحر، التدوين العملي، التدوين الحرعملي.- التدوين الحر : هو عندما تأتيك فكرة لكتابة موضوع ما، فتبدأ بالكتابة مباشرة، الكتابة بطريقة سلسة بدون قيود. الى أن تفرغ مخيلتك أو أن تحس بأن الموضوع قد اكتمل. وهذه الطريق لها ايجابياتها و سلبياتها لكنها عموما تناسب أصحاب الخبرة.
- الكتابة العملية : جيدة للمبتدئين و كذلك لأصحاب الخبرة، هذا النوع من الكتابة يجعلك تتبع قالب معين قبل الشروع في الكتابة، و هذا القالب يتضمن ثلاث محاور معروفة : المقدمة، العرض، و الخاتمة. الا أن كل محور له أسس خاصة. و هذا هو قطب هذه التدوينة.
- التدوين الحرعملي : هو أعقد الأساليب، و أروعها على الاطلاق، يجمع بين الأسلوبين السابقين، الكتابة بدون قيود، ثم إعادة صياغة الموضوع وفق أسس التدوين العملي. و ستصبح متمكنا من هذا الأسلوب حين تتقن الأسلوبين السابقين.
ب. التقسيم الأساسي :
كلنا درس و يعرف هذا التقسيم جيدا، إنه ليس بجديد: المقدمة، العرض، و الخاتمة.- المقدمة : و هي الفرصة الوحيدة التي يعطيك القارئ لكي تثير انتباهه لإكمال الموضوع. و فيها ستقدم للقارء فكرة عن مضمون التدوينة أو -و- تثير فضوله بسؤال ستجيب عنه، و يفضل أن لا تتعدى 3 أسطر في أغلب الأحيان.
- العرض : أوفي بوعدك. العرض بكل بساطة هو الاجابة بشكل أكثر دقة و وضوح عما تضمنته المقدمة. و سنرى شرح أوسع لطريقة صياغته من خلال المحاور القادمة.
- الخاتمة : في الخاتمة يمكنك إما إبداء رأيك الخاص حول الموضوع، أو طرح سؤال لقرائك، أو إضافة معلومة أخرى... المهم أن تختم الموضوع بما تراه مناسب و يفضل أن تكون أقصر من المقدمة. سطر الى سطرين.
و في ما يلي سأتطرق معك بشكل أوسع لأهم عنصر و هو العرض :
ج. العناوين الكبيرة :
في العرض سنجيب عن السؤال أو سنتطرق لما قدمناه -في المقدمة- بشكل أكثر تفصيلا.
و أفضل طريقة لكتابة عرض جيد، و غير ممل في القراءة و ممتع كذلك، هو أن نقسمه الى أفكار، و كل فكرة نعطيها عنوان خاص قبل الشروع في كتابة التفاصيل.
أي ينقسم الموضوع الذي سنكتب عنه الى أفكار صغيرة.
أي ينقسم الموضوع الذي سنكتب عنه الى أفكار صغيرة.
مثال :
سأكتب تدوينة حول طريقة تحضير الكسكس المغربي باللحم. في المقدمة يمكن أن أبدأ بــ "تحب(ين) تعلم إحضاء الكسكس المغربي؟ اذا تابع(ي) قراءة هذه التدوينة حيث أقدم لك(ي) طريقة تحضير كسكس مغربي شهي خطوة بخطوة."
في العرض يمكنني أن أبدأ بكتابة العناوين الرئيسية.
مثال :
المقادير :
طريقة التحضير:
تحضير الكسكس:
تحضير المرق:
التقديم:
ثم بعد ذلك ستبدأ في الاجابة على كل عنوان، أو التوسع في كل فكرة مما سيسهل لك عملية الكتابة و سيجعلها أكثر بساطة و سلاسة و متعة.
د. الأفكار المهمة، مختصرة :
"أطمح أن أقول في عشر جمل ما قاله الآخرون في كتاب كامل." -فريديريتش نيتشه
لا تكتب إلا الأفكار المهمة التي تريد ايصالها للقارء، و اكتبها بالمختصر المفيد.
مثال :
المقادير : 1كلغ كسكس و 1كلغ لحم وكأس زيت و بصل...
طريقة التحضير:
تحضير الكسكس: يوضع 1 كلغ من الكسكس في قصعة ويرش بنصف لتر من الماء المملح...
تحضير المرق: توضع قطع اللحم والبصل المقطع في القدر (البرمة) ويفرغ الزيت والملح والابزار...
التقديم: وضع الكسكس المذهون بالسمن البلدي في قصعة مستديرة ويجوف وسطه...
ه. المراجعة و التنسيق :
- المراجعة : إعادة قراءة التدوينة و تصحيح الأخطاء اللغوية، و اعادة صياغة ما يجب اعادة صياغته، و حذف الكلمات الزائدة، و الغير مناسبة.
- التنسيق : بعد كتابة الأفكار و الانتهاء من العرض، يجب تنسيق الموضوع أي إضافة: الفواصل، النقط، الرجوع الى السطر، الترقيم، تأثيرات النص.
- المقادير : 1كلغ كسكس،1كلغ لحم، كأس زيت، بصل...
- طريقة التحضير :
- تحضير الكسكس : يوضع 1 كلغ من الكسكس في قصعة ويرش بنصف لتر من الماء المملح...
- تحضير المرق : توضع قطع اللحم والبصل المقطع في القدر (البرمة) ويفرغ الزيت والملح والابزار...
- التقديم : وضع الكسكس المذهون بالسمن البلدي في قصعة مستديرة ويجوف وسطه...
إضافة : لكي تقوم بتنسيق جيد للموضوع، أنصحك أن تكون منطقيا و عمليا، أقصد تكبير العناوين شيء منطقي لكي تتضح للقارء معالم الموضوع، كدلك تسطير أو تضخيم الكلمات أو الجمل المهمة أمر عملي لتسهيل القراءة، التلوين قد يلعب دورا مهما أيضا لكن، لكن، لكن لا تقم بإضافة مؤثرات النص للتزيين فقط!
إضافة2 : لكي يكون المثال مكتملا، يمكن وضع خاتمة بسيطة : أتمنى لك(ي) أكلة شهية، و لا تتردد(ي) في طرح أي سؤال أو استفسار.
-أو-
كانت هذه طريقة تحضير الكسكس المغربي باللحم، كما يمكنك(ي) التعرف على طريقة تحضير أنواع أخرى من الكسكس لا تقل لذة.
إضافة3 : (عند الضرورة فقط) لا تنس الاشارة الى تدوينات أخرى مكملة لبعض الأفكار و ذلك عبر إدراج روابط هذه التدوينات في جمل تشير لذلك. كما فعلت -متعمدا- في الخاتمة الخاصة بمثالنا.
السيو هو آخر خطوة، حيث يجب أن تتأكد من أنك قمت بإدخال بعد الكلمات المفتاحية المهمة بطريقة مناسبة، داخل التدوينة. و هنا بعض دروس السيو الذي قد تفيدك في إتمام العملية.
النصيحة : بعد الانتهاء من كل الخطوات، و التأكد من أن التدوينة جاهزة مائة بالمائة قم بحفظها فقط، و عد بعد 24 ساعة و أعد الخطوة (ه) المراجعة و التنسيق، ثم بعد التأكد من أنها جاهزة، أنشرها.
لماذا : عند الانتهاء فوريا من التدوينة يكون حماسنا مرتفع فيصعب رؤية العيوب و الأخطاء، أما بعد 24ساعة نكون قد عدنا لحالة طبيعية يمكن حينها العمل بالمنطق و العقل أكثر من الاحساس و تلك اللحظة تكون أنسب لمراجعة التدوينة مراجعة جيدة.
ملاحظة : تجنب الاشارة الى العناصر الأساسية، ككتابة مقدمة أو تمهيد، عرض، خاتمة، إلا إذا دعت الضرورة.
هذه الخطوات العملية ستمكنك من كسر حاجز الخوف و ستمكنك أن تبدأ في الكتابة الحصرية منذ الآن، و لا تنس أن أهم شيء هو التدريب، و القيام بالأخطاء. أكثب، أكتب، ثم أكتب. و سوف يتطور أسلوبك مع الممارسة و التعلم من الأخطاء. كما أدعوك لقراءة سبع نصائح ذهبية لكتابة تدوينات تستحق القراءة. و لنا عودة مع الجزء الثالث و الأخير من السلسلة : ما بعد الكتابة.
إضافة2 : لكي يكون المثال مكتملا، يمكن وضع خاتمة بسيطة : أتمنى لك(ي) أكلة شهية، و لا تتردد(ي) في طرح أي سؤال أو استفسار.
-أو-
كانت هذه طريقة تحضير الكسكس المغربي باللحم، كما يمكنك(ي) التعرف على طريقة تحضير أنواع أخرى من الكسكس لا تقل لذة.
إضافة3 : (عند الضرورة فقط) لا تنس الاشارة الى تدوينات أخرى مكملة لبعض الأفكار و ذلك عبر إدراج روابط هذه التدوينات في جمل تشير لذلك. كما فعلت -متعمدا- في الخاتمة الخاصة بمثالنا.
و. السيو :
أعلم أن معظم المدونين يبدؤون بالسيو أولا و يكتبون لمحركات البحث فقط. و هذا ليس من أخلاقي لأني عزيزي القارء أكن لك احتراما كبيرا و أحب أن تستفيد من هذا الوقت التي توفره لقراءة تدويناتي.السيو هو آخر خطوة، حيث يجب أن تتأكد من أنك قمت بإدخال بعد الكلمات المفتاحية المهمة بطريقة مناسبة، داخل التدوينة. و هنا بعض دروس السيو الذي قد تفيدك في إتمام العملية.
ز. العنوان :
قد تكون ممن يحبون كتابة العنوان في البداية، و لا بأس في ذلك، لكن أفضل أن تعيد نظرك فيه بعد الانتهاء من الكتابة لأن أفكارك تصبح أكثر وضوحا. عموما العنوان يعتبر أهم عنصر لأنه مرآة الموضوع، و هذه أمثلة لعناوين تشد الانتباه.ح. نشر التدوينة :
أخيرا و ليس آخرا، نشر التدوينة و هي نقطة مهمة جدا، لهذا أحب أن أعطيك نصحية واحدة فقط أعمل بها شخصيا.النصيحة : بعد الانتهاء من كل الخطوات، و التأكد من أن التدوينة جاهزة مائة بالمائة قم بحفظها فقط، و عد بعد 24 ساعة و أعد الخطوة (ه) المراجعة و التنسيق، ثم بعد التأكد من أنها جاهزة، أنشرها.
لماذا : عند الانتهاء فوريا من التدوينة يكون حماسنا مرتفع فيصعب رؤية العيوب و الأخطاء، أما بعد 24ساعة نكون قد عدنا لحالة طبيعية يمكن حينها العمل بالمنطق و العقل أكثر من الاحساس و تلك اللحظة تكون أنسب لمراجعة التدوينة مراجعة جيدة.
ملاحظة : تجنب الاشارة الى العناصر الأساسية، ككتابة مقدمة أو تمهيد، عرض، خاتمة، إلا إذا دعت الضرورة.
هذه الخطوات العملية ستمكنك من كسر حاجز الخوف و ستمكنك أن تبدأ في الكتابة الحصرية منذ الآن، و لا تنس أن أهم شيء هو التدريب، و القيام بالأخطاء. أكثب، أكتب، ثم أكتب. و سوف يتطور أسلوبك مع الممارسة و التعلم من الأخطاء. كما أدعوك لقراءة سبع نصائح ذهبية لكتابة تدوينات تستحق القراءة. و لنا عودة مع الجزء الثالث و الأخير من السلسلة : ما بعد الكتابة.
